القائمة الرئيسية

الصفحات

زفاف يتحوّل إلى مأتم في بيت جن بعد اعتداء إسرائيلي مفاجئ

تحوّلت أجواء الفرح في بلدة بيت جن بريف دمشق خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة إلى واحدة من أكثر اللحظات مأساوية التي شهدتها المنطقة، بعد عملية توغّل نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل البلدة، وما رافقها من اشتباكات وقصف مكثف خلّف قتلى وجرحى ودمارًا واسعًا.

عريس يخرج للدفاع عن بلدته فيستشهد قبل لحظات من زفافه

كان الشاب حسن محمد عبد الرزاق السعدي يستعد للاحتفال بزفافه، مرتديًا بدلته ومحيطًا بأهله وجيرانه الذين حضروا لمشاركته فرحته. لكن دخول قوة عسكرية إسرائيلية إلى أطراف البلدة غيّر المشهد بالكامل.
اختار حسن أن يترك لحظات الفرح ويحمل سلاحه الخفيف ليتجه نحو موقع التوغّل، في موقف أثار تعاطفًا واسعًا بعد انتشار قصته. لم يمض وقت طويل حتى سقط شهيدًا خلال المواجهات، ليصبح يوم زفافه يوم وداعه الأخير.

اشتباكات مفاجئة تتبعها غارات وقصف مدفعي

وفق روايات محليين، تصدى عدد من شبان البلدة لقوة الاحتلال فور دخولها المنطقة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة أصيب خلالها عدد من الجنود الإسرائيليين.
الرد جاء سريعًا وعنيفًا، إذ شنت مروحيات الاحتلال غارات متتالية، تزامنت مع قصف مدفعي استهدف منازل وأحياء مأهولة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 13 مدنيًا بينهم أطفال ونساء، وإصابة عشرات آخرين.
كما لحقت أضرار كبيرة بعدد من المباني، ووُثّقت استهدافات طالت سيارات تقل جرحى، ما أعاق وصول فرق الإسعاف.

قراءات سياسية: رسالة بالقوة وتحوّل في طبيعة المواجهة

اعتُبرت العملية العسكرية محاولة إسرائيلية لفرض معادلة جديدة على الأرض، خصوصًا أن الهجوم طال منطقة داخل العمق السوري.
ويرى محللون أن ما جرى في بيت جن يعكس صعود مقاومة محلية أثبتت قدرتها على التصدي رغم ضعف الإمكانيات، وهو ما دفع الاحتلال لاستخدام القوة الجوية لإخماد أي بوادر مقاومة شعبية.

مشاهد الدمار… ونزوح قسري

مع انسحاب القوات الإسرائيلية، ظهرت آثار الدمار واضحة في الطرقات والمنازل. كثير من العائلات اضطرت إلى ترك بيوتها والانتقال إلى قرى مجاورة خوفًا من تجدد الاعتداءات.
أما البلدة نفسها، فبقيت تحت صدمة الحدث، بين بيوت مهدمة وجنازات متتالية، أبرزها جنازة العريس الذي لم يُكمل فرحته.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع