🔍 تحليل حول طبيعة وحقيقة نشاط مجموعة "سرايا أنصار السنة"
في ظل تعقيدات المشهد السوري، برزت خلال الأشهر الأخيرة على منصات التواصل، وخاصة تطبيق تليجرام، حسابات وقنوات تحمل اسم "سرايا أنصار السنة". تقدم هذه الحسابات نفسها ككيان مسلح يعمل ضد الحكومة السورية الجديدة مستندة إلى شعارات دينية وخطابات تحريضية.
لكن التدقيق في طبيعة هذا الظهور يكشف عن نمط مريب؛ فالحسابات جميعها أنشئت خلال فترة متقاربة، تحديدًا في منتصف شهر مارس 2025، وتقتصر أنشطتها على بيانات مكتوبة فقط دون أي أدلة ميدانية أو ظهور مرئي لمقاتلين أو عمليات على الأرض.
هذا يطرح تساؤلات مشروعة حول حقيقة وجود هذا الكيان، وهل هو تنظيم فعلي على الأرض أم مجرد كيان افتراضي ذو أهداف إعلامية أو استخباراتية؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على نشأة هذه المجموعة، طبيعة خطابها، والشكوك القوية حول حقيقتها ووجودها الميداني.
أولاً: الملاحظة الأساسية حول توقيت إنشاء الحسابات
الغالبية العظمى من الحسابات والقنوات المرتبطة بهذه المجموعة، بما في ذلك قناة المستخدم المسمى "د. أبو الفتح الشامي" (والتي يدّعي انه يتزعم هذه المجموعة) ويرفق اسمه نهاية كل بيان (كتابي)
تم إنشاؤها في منتصف شهر مارس (الشهر الثالث) لعام 2025 وتم انشاء المزيد من القنوات المرتبطة بها لاحقاََ
هذا التزامن الزمني القريب جداً في إطلاق الحسابات مؤشر واضح على أن ظهورها لم يكن نتيجة تطور طبيعي لنشاط ميداني، بل أقرب إلى عملية منظمة لإنشاء حضور افتراضي سريع.
ثانياً: غياب الأدلة على أي نشاط ميداني حقيقي
بمراجعة جميع البيانات والمنشورات الخاصة بهذه الحسابات والقنوات:
لا توجد صور توثق وجود ميداني لمقاتلين.
لا توجد تسجيلات مصورة (فيديو) لأي تدريبات اوعمليات، أو ظهور للمتحدثين.
لا توجد بيانات ميدانية من ساحات القتال أو صور من مواقع الأحداث.
جميع المنشورات تقتصر على
نصوص مكتوبة بصيغة بيانات أو رسائل تهديد وإستهزاء
محاولات خطابية لتأليب الرأي العام أو مهاجمة جهات أخرى.
ثالثاً: دلالات تقنية وسلوكية على الطابع الوهمي
استخدام أسماء مستعارة مثل "د. أبو الفتح الشامي" دون ظهور شخصي أو أي خلفية توثق حقيقته.
محتوى القنوات يظهر نمطًا موحدًا من النصوص ذات الصيغة التحريضية العامة دون أي تفاصيل عملياتية أو ميدانية.
غياب أي تغطية إعلامية مستقلة أو تقارير ميدانية عن وجود عمليات تحمل اسم المجموعة أو الأشخاص المرتبطين بها خلال عام 2025.
تبني كل الحوادث والهجمات والجرائم التي تحدث ، فمثلا حادثة إغتيال شخصين من الطائفة المرشدية في حمص ، بمجرد إنتشار الخبر على القنوات الاخبارية ، سارعت هذه المجموعة لتبني عملية الإغتيال
عادتاََ تقوم مثل هذه الجماعات بنشر إصدارات مرئية (فيديوهات) للعمليات التي تقوم بها ، لكن بحالة هذه المجموعة "أنصار السنة" لم تنشر فيديو واحد او صورة واحدة لأي من العمليات التي قامت بتبنيها ، مما يشير الى انه لا وجود حقيقي لها على ارض الواقع
رابعاً: الاستنتاج النهائي
استناداً إلى تحليل المحتوى، توقيت إنشاء الحسابات، وغياب الأدلة المرئية أو الميدانية، يمكن الجزم أن هذه المجموعة ونشاطها الحالي:
وجودها افتراضي فقط.
لا توجد أدلة ملموسة على أي نشاط حقيقي لها على الأرض في سوريا أو أي منطقة أخرى.
يرجّح أن هذه الحسابات إما:
جزء من محاولة تضليل معلوماتي.
أو نشاط دعائي فردي أو استخباراتي بعيد عن أي وجود عسكري حقيقي.
تعليقات
إرسال تعليق